لن أقوم بالحديث عن مخرج عظيم ك أكيرا كوروساوا لأنه كثيراً ما تم الحديث عنه والتطرق لجميع تفاصيل حياته ولكن سأقوم بالحديث عن علاقته مع الممثل القدير تاكاشي شيمورا وهو بطل هذا الفلم . فأبداً لا يتم ذكر ثنائيتهم وإن كانت ف الغالب أدوار ثانوية بعكس ذكر علاقة توشيرو موفيني مع كوروساوا ، وعلى الرغم من ذلك العلاقة بين الأثنين كانت قوية جداً لدرجة إن كوروساوا كتب مشاهد خاصة للمثل شيمورا في فيلمه Kagemusha . فالعلاقة بين الأثنين بدأت من بعد الحرب العالمية الثانية وبدأت بفيلم الجريمة Drunken Angel وإستمرت لفترة طويلة وكانت النهاية بفيلم Kagemusha .
قصة هذا الفيلم أصلية وليست مقتبسة وتتحدث عن رجل يُصاب بمرض سرطان المعدة وتبقى لحياته أشهر فقط .
من بداية الفيلم نكتشف أن هذا الرجل، كينجي
واتنابي يعيش حياة من الرتابة والملل فقط يعمل ويجمع أموال كثيرة وحتى أنه لا يأخذ إجازات ليصرف هذهِ الأموال أو ليجلس مع أبنه وجميع من حوله يكرهه بسبب تصرفاته فتتغير الأوضاع بكتشافه لمرضه من هُنا بدأ التركيز على شيئين أولاً حالة الشخصية بعد معرفتها للمرض وتغير حالته فهو لا يعرف كيف يتصرف وأصبح نحيف يمشي وكأنه مجنون ثانياً من حوله مثل إبنه، ميتسو، لم يستطيع إخبارهم بالمرض لأن كل ما وجده هو عدم الإهتمام .
بالنسبة لي هذا الفيلم مع أنهُ أُنتج سنة 1952 لكن لازال من الممكن الإستمتاع بمشاهدته حتى في وقتنا الحالي لأنه يتحدث عن أشخاص لازالوا يعشون مثل بطل قصتنا، فقط يجمعون في هذهِ الأموال لايعملون شيء مهم في حياتهم وحياتهم يحكمها الملل. هُنا التساؤل هل ينتظرون حتى يقترب الموت منهم ليستطيعوا العيش بحرية برغباتهم وعمل شيء مفيد كبطل القصة عندما بنى حديقة في الأحياء الفقيرة مع أنه عمل ذلك في أخر أيام حياته إلا أنه أستطاع عمل شيء يفخر به .
الأفلام
التي تبقى بداخلي وأفكر فيها لفترة طويلة أعتبرها من أفضل مشاهداتي لأنه أستطاعة
الوصول لداخلي وتحريك كل مشاعري وهذا الفيلم واحد منها . الفيلم يحوي خليط بين
السعادة والحزن ومحاولة البحث عن حياة ضاعت ، هُناك الكثير من المشاهد العالقة مثل
غناء بطل القصة في أحد الملاهي اليلية بنبره من الحزن أو خروجه مع الفتاة التي
كانت تعمل لديه أو محاولته بأي طريقه لعمل مشروع الحديقة ، كوروساوا جعل المشاهد
يعيش الحالة التي تمر بها الشخصية من تغيرات نفسية وجسدية والعزلة التي مر فيها
كُل هذهِ الحالات ترتكز داخلك تُشعرك وأنك جزء منها إذا ما وصلك هذا الشعور فأنت
أستطعت أن تنجح في فهم الفيلم .
مشهد النهاية واحد من أعظيم النهايات في السينما بالنسبة لي لأنه أظهر مشاعر كثيرة منها الموت ، الحزن ،
السعادة ، الوحدة ، وهو جالس على الأرجوحة يغني بصوت ضعيف وسط تساقط الثلج
ما أروعه من مشهد.
يبقى هذا الفيلم واحد من روائع العظيم أكيرا كوروساوا لأنه عمل درامي كامل فمن يعرف هذا المخرج يعلم أن أعماله دائماً ما كان فيها نوع من الإثارة والتشويق مخلوط برمزيات جميلة ، لكن هذا العمل يختلف عن البقية ربما في بدايات إخراجه عمل فلمين أو ثلاث أفلام درامية ولكنها لم تكن بشكل كبير تشعر أنه يُجرب أساليبه حتى ما بعد الحرب لازال يحاول أن يجد الأسلوب الذي يناسبه ، أتمنى أنكم لا تضيعون فرصة مشاهدة واحد من روائع السينما اليابانية .
للمزيد
من المعلومات يرجى الضغط هنا.
تحياتي : عبدالله موسى
Twitter
: @Abdullah_film
حساب الموقع
Twitter & Instagram : @Kemzmovies
حساب الموقع
Twitter & Instagram : @Kemzmovies
No comments:
Post a Comment